
الصناع وراء الموزاييك: الأيادي خلف الحرفة الدمشقية
شارك
خلف كل قطعة موزاييك دمشقي يكمن شيء لا تستطيع الآلات تقليده — روح الحرفي. في ورش صغيرة تختبئ خلف أسواق دمشق الصاخبة، تستمر أجيال من الحرفيين بهدوء في ممارسة واحدة من أكثر التقاليد احترامًا في سوريا. الآباء يعلمون الأبناء، والأعمام يرشدون أبناء الإخوة، وفي بعض الحالات بدأت البنات تنضم إلى هذه القصة أيضًا.
لا تبدأ العملية بالأدوات، بل بالحدس والذاكرة. يعرف هؤلاء الحرفيون أي أنواع الخشب تندمج بشكل أفضل، وأي قطعة من اللؤلؤ ستتألق أكثر، وكيف يقطعون مئات القطع الصغيرة ليشكلوا نمطًا مثاليًا وسلسًا. لا توجد طرق مختصرة — فقط الوقت والعناية وساعات لا تُحصى من التركيز.
ما يجعل هذه الحرفة قوية ليس فقط المنتج النهائي، بل الحياة المنسوجة في كل قطعة. كثير من الحرفيين بقوا في دمشق رغم الحرب والمصاعب، يستخدمون عملهم ليس فقط لكسب لقمة العيش، بل للحفاظ على تراثهم حياً.
في عالم يسرع خطواته، يذكرنا الموزاييك الدمشقي بقيمة التأنّي — لصنع شيء جميل، ذو معنى، ويدوم طويلاً.